دعم الموسوعة:
Menu

دائرة المعارف الحسينية تكرّم روّاد العلم والعمل

المركز الحسيني للدراسات - لندن

دعا أعلام ومثقفون وأكاديميون من جنسيات مختلفة إلى ضرورة إتباع المنهج الإعلامي السليم لبيان حقيقة الإسلام بعامة والنهضة الحسينية بخاصة والعمل على نبذ الطائفية التي تعمل على تمزيق وحدة الأمة الإسلامية وإظهارها بمظهر الضعف والخوار.markaz-hussaini-2013

جاء ذلك في أمسية ثقافية عقدها المركز الحسيني للدراسات بلندن في السادس والعشرين من شهر نوفمبر تشرين الثاني 2013م، تكريماً للحاج الوجيه الأستاذ الشيخ عبد الجبار بن الشيخ إبراهيم بو مَرَه صاحب اليد الطولى في إقامة المشاريع الحسينية الهادفة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وبحضور شخصيات علمية وعلمائية من أقطار مختلفه كالعراق والسعودية وإيران ولبنان وباكستان والسنغال وتركيا والصومال والسودان.

في البدء تحدث الخطيب الحسيني الشيخ فاضل الخطيب عن مفهوم البركة في الحياة اليومية على مستوى الفرد والمجتمع والأمة، وأهمية الخلوص في العمل ولاسيما في المحيط الإجتماعي وتأثيره المباشر وغير المباشر على نموه، مؤكدا على البعد الغيبي غير المنظور في نماء الأعمال ذات النفع الشخصي والعام على حد سواء.

من جانبه تطرق الدكتور نضير الخزرجي إلى بيان العلاقة الوطيدة بين الدراسة الحوزوية الفقهية والدراسات الجامعية الأكاديمية وتأثيرهما المباشر على نمو الطاقات العلمية التي تحمل محاسن الدراستين، ودورها في رفد الساحة العلمية بما ينفع الناس ويعمل على تطوير المناهج العلمية والمعرفية، مستشهداً بالدور الذي يؤديه المركز الحسيني للدراسات في رفد طلبة الجامعات البريطانية في الدراسات الإسلامية والشرقية بما يحتاجونه من مصادر ومراجع فضلا عن دور مؤلف دائرة المعارف الحسينية الفقيه الدكتور محمد صادق الكرباسي في ترشيد طلبة الدراسات العليا حينما يلجأون إليه طلباً للمعونة المعرفية.

ونوّه الدكتور الخزرجي الباحث المشارك في دائرة المعارف الحسينية والأستاذ في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الى عدد من طلبة الدراسات العليا الذين واظبوا على الإستفادة من التسهيلات التي يوفرها المركز الحسيني للدراسات لهم.

راعي الموسوعة الحسينية ومؤلفها المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، شدّد في حديثه على أهمية إقامة المشاريع العلمية والإعلامية ذات النفع العام للأمة بما يحصّنها من الحرب الشعواء الذي يشنها أعداء الأمة لتثبيط عزائمها وحرف شبابها عن الجادة السليمة ودفعهم نحو التطرف والمغالاة بما يساعد على تفكيك عرى وحدة الأمة الإسلامية.

وتطرق العلامة الكرباسي الى الجوانب الإعلامية في حركة الأمة، داعياً الى تحصين جدارها بالإعلام الإسلامي الهادف الذي يجمع بين العقل والوجدان ويتجاوز الخرافة ويعتمد حسن البيان، ورفدها بالطاقات العلمية الناهضة التي تجمع عالمي الغيب والشهود، مثنياً على دور الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية وجهود مؤسسها الفقيد العلامة الدكتور محمد علي الشهرستاني.

الأديب والفلسفي العراقي الدكتور إبراهيم العاتي عميد الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، أشاد بجهود الفقيه الكرباسي العلمية، مؤكداً على وحدة الهدف العلمي والمعرفي بين رسالة دائرة المعارف الحسينية ورسالة الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، فالأولى ترفد الساحة العلمية بالمؤلفات القيّمة والمحققة والثانية ترفد الساحة العلمية بالطاقات العلمية والرسائل الجامعية الهادفة من بلدان مختلفة شملت دول الخليج العربية بما فيها السعودية.

الأستاذ عبد الجبار بن الشيخ إبراهيم بومَرَه من جانبه شكر دائرة المعارف الحسينية التي احتضنت حفل التكريم، مباركاً الجهد المعرفي الذي يتولاه المحقق الكرباسي في إنجاز دائرة المعارف الحسينية.

وعبّر بومَرَة الخبير في تكاثر النخيل بالأنسجة، عن قناعته التامة بأن أي جهد معرفي أو خدمي في طريق النهضة الحسينية، له أن يزيد من لحمة المسلمين ويقوي من بنيانهم لاسيما وإن الإمام الحسين(ع) انتصر للإسلام من أجل صالح المسلمين.

وأفاض الشيخ بومَرَه رئيس مجلس إدارة مجموعات شركات بومَرَه في بيان واقع الشعائر الحسينية في القطيف والإحساء من المنطقة الشرقية، ولاسيما في مدينة العوامية التي شهدت محرم العام الجاري 1435هـ حضور أكثر من 70 ألف مواطن في الحسينية الحيدرية التي تعد أكبر المآتم الحسينية في المنطقة الشرقية التي تم افتتاحها في 17 ربيع الأول 1428هـ (5/4/2007م) ذكرى ميلاد رسول الإنسانية محمد بن عبد الله(ص) وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) في حفل جماهيري كبير رعاه مع شقيقه الشيخ فؤاد بومَرَه والأسرة الكريمة.

وفي ختام حفل التكريم جرت حوارات ونقاشات تداخل فيها أكاديميون وإعلاميون وأطباء وعلماء دين، كما أهدى الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شبّين قصيدة في المناسبة من بحر الرجز بعنوان: "جوهرةُ الأحساء" ومطلعها:

جوهرةَ الأحساءِ تحيا مفخَرَه .... المجدُ حاكاها فصارَت مصدَرَه

ثم يواصل إنشاءه:

آيُ الكرامِ في الوَرى مقروءةٌ .... فسَّرها بما بنى أبو مَرَه

أعَبْدَ جبّارٍ سكنتَ ذروةً .... النجمُ عنها لو دَرى ما أقصَرَه

ثم يختم الشاعر الجزائري بقوله:

يا ألْفَ نَبْضٍ مِنْ دِما فُؤادِهِ .... لِخْدْمَةِ الحُسينِ أضحى مِجْمَرَه

الواهبون في العُلى وُجوهُهُمْ .... أنفاسُهُمْ ناضِرَةٌ مُسْتَبشِرَه

والمفيد ذكره أن المركز الحسيني للدراسات بلندن الذي يشرف على إصدار أجزاء دائرة المعارف الحسينية، التي بلغ المطبوع منها 83 مجلداً من مجموع 800 مجلد، يحرص بين الفينة والأخرى على تكريم الشخصيات العلمية والعلمائية والإجتماعية التي لها الأثر الفاعل في المجتمع في حقول الحياة المختلفة.