رمزُ الفِداء (*)
عاشورُ يا رمْزَ الفِدا والإبا |
قُدْ للورى عزّاً كما أَوْهَبَا |
مِنْ نَحْرِكَ القاني نهارٌ بَدَا |
قدْ أشرقَ الدُنيا وقد أوْقَبَا |
لم يُبْقِ حُرّاً في سجون الهوى |
إلا فَدَى نفساً نفيساً كَبَا |
هذا الولا سِرٌّ من المُفْتدى |
قدْ وَلَّدَتْهُ النُبْلُ ممنْ أبى |
ما نهضَةُ الأحرارِ إلا قَنَا |
ديلٌ بها زيتٌ لِتلْكَ الرُّبى |
عاشَ الوَرى عاشوركُم بالفِدا |
ليس الهدى فيكم لَغَى المَكْسَبَا (1) |
بلْ جنّةُ الأخرى هي المشتهى (2) |
فاعمَلْ لها واسْتَثْمنِ المَطْلَبَا |
ضَحّى حسينٌ بالذي يُحتَفى |
مُستدْرِكاً بل عالماً بالسِّبَى |
مَنْ يا تُرى يجري إلى مَوْتِهِ |
مُسْتنْطِقاً عندَ الرَّدَى مَرْحَبَا |
هذا هو السِّبْطُ الذي قدْ وَقَى |
دين السَّمَا مِنْ كربلا مُذْ حَبَا |
..............................................
(1)من بحر مجزوء الرجز المبسط وزنه: «مستفعلن مستفعلن فاعلن × 2»، وهو أيضاً يتطابق مع بحر السريع المطوي والمكسوف معاً، قالها في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) ورمزية عاشوراء للفداء والإباء في لندن بتاريخ 1427/1/10 هـ.
(2)وفي قراءة (محا). وفي قراءة (المنتهى).