دعم الموسوعة:
Menu

ديوان القرن الثالث العشر الجزء الثاني:

نوافذ الألم والأمل فی أبیات الآل والأهل

 

حفل القرن التاسع عشر المیلادی بالکثیر من الصدمات السیاسیة والصدامات العسکریة والنکسات الإقتصادیة، کان الشرق بخاصة والعالم العربی والإسلامی بخاصة فی قلب هذه الحوادث، لأنها المنطقة الأغنى إقتصادیا فی العالم والأضعف استراتیجیا على حد سواء، ناهیک عن العقیدة، ولهذا کانت قد سحبت آثارها على مساحة زمانیة ومکانیة فی القرن العشرین والقرن الواحد والعشرین، وکان لتلاطم تیارات القرن التاسع عشر الهجری أذیاله فی حوادث هامة ولاسیما "حرکة المشروطة" فی إیران و"الحرکة الدستوریة" فی ترکیا، الدولتان اللتان کانتا تمثلان العالم الإسلامی بشقیه الشیعی والسنی، وتلت ذلک الهجمة الإحتلالیة للعالم الغربی للعالم الشرقی ونشوب حربین عالمیتین مدمرتین.

ولأن التیار السیاسی فی هذا البلد أو ذاک هو نتیجة حتمیة، مباشرة أو غیر مباشرة، لتدافعات ثقافیة ومخاضات أدبیة، فإن الأدب التحرری الداعی إلى تلمس طریق الحریة ولفظ رموز الإستبداد کان حاضرا بقوة فی التحولات السیاسیة، ولاسیما وأن دوره فی کل الحوادث الکبیرة والصغیرة دور خطیر، وهو أشبه بملح الطعام، فالأمة تتذوق طعم الحریة بتذوق الأدب وتفاعلاته، وبخاصة الأدب المنظوم الذی یمثل أفضل وسیلة دفاعیة وهجومیة على حد سواء فی تحشید الأمة وتألیبها على عدوها.

وإذا کان الأدب المنظوم نابع من واقعة تحرریة تتمثل فی حرکتها خلاص الأمة، فإن حرکة الأدب ستکون ذات إتجاهات متنوعة یصعب على الآخر مواجهتها أو تهیئة العدة لها، ولا أوضح من النهضة الحسینیة حرکة تحرریة حیث برز فی کربلاء المقدسة عام 61 للهجرة جیش العبودیة کله إلى جیش التحرر کله، فانتصر التحرر وخابت جیوش الظلم وإن بدا أن الثانی غلب الأول جسداً، لکن القیم ومثل الخیر والتحرر والخلاص بقیت کشجرة علیاء أصلها ثابت وفرعها فی السماء تؤتی أکلها کل حین.

ولأن الأدب الحسینی على الدوام هو مصدر قلق للحکومات الظالمة، ولاسیما الأدب المنظوم منه، ففی السیاق نفسه هو مصدر سهام الظالم، فیحارب الأدیب جسدیا بعلج حالم أو معنویا بشاعر هائم، فیعمد الشاعر من أجل تجنب حراب السلطة إلى الاستغراق فی واقعة کربلاء مجلیا حوادثها وجزئیاتها، لکن الصورة التی یقدمها والمشاهد التی یستعرضها وهو یسلط بقعة ضوء هنا وهناک، تحمل معها لقاحات التحرر، فالنفس البشریة مطبوعة على حب الحریة وکره الظلم، لأن التحرر لا هویة له کما هو الظلم لا دین له، فیتأثر الإنسان من أی دین أو مذهب أو ملة لمأساة تقع هنا أو حادثة مؤلمة تقع هناک، فکیف وأن حدث استشهاد سید شباب أهل الجنة الإمام الحسین(ع) بکت له السماء والأرض، فإنها لاشک موضع تقدیر کل أبناء البشر أبیضهم وأسود عالمهم وجاهلهم شرقیهم وغربیهم.

فلا غرو أن تجد الشعراء الَّذین وثَّقهم المحقق الکرباسی فی الجزء الثانی من کتاب "دیوان القرن الثالث عشر" الهجری الصادر حدیثا (2011م) عن المرکز الحسینی للدراسات فی 433 صفحة من القطع الوزیری، قد تسالموا على تناول النهضة الحسینیة من زوایا مختلفة تتحد فی ظاهرة وباطنة فی محور الإلتحاق بقوافل الأحرار والتنکب عن درب الأشرار.

کوّة الفرج

ولا خلاف أن القصائد وبخاصة ذات الجنبة الإجتماعیة والسیاسیة تحکی عن واقع الحال عن قریب أو بعید، ولهذا تعتبر القصیدة مصدر إلهام لرجال التاریخ یحطون من خلالها على وقائع غائمة احتفظت بها کتب السیر والتاریخ، ولما کان الشاعر یعیش المرحلة ومحکوما بظروف اجتماعیة وسیاسیة قد تحکم علیه بعدم البوح عن کل ما یجیش فی صدره، فإنه فی بعض الظروف العصیبة یتوجه بشعره إلى مخاطبة المهدی المخلص ومحادثته فی محاولة غیر معلنة للتخلص من قیود السلطة الحاکمة، وهذه المناجاة تحمل معها فی الوقت نفسه فکرة الخلاص من الواقع السیئ، کون الاستنجاد بالمهدی المنتظر المولود فی سامراء بالعراق سنة 255هـ عملیة فطریة لا تختص بالمسلم دون غیره، فالکل یبحث عن المخلِّص من مؤمنهم أو ملحدهم وإن اختلفت الأسماء والمسمیات، ولکن المؤدى واحدبلحاظ عالمیة الظلم الذی لا یمیز بین بنی البشر.

من هنا فإن القصائد التی یتناولها الجزء الثانی من دیوان القرن الثالث عشر الهجری الواقع فی الفترة المیلادیة (1786- 1883م) فیها مؤشرات غیر قلیلة تؤرخ لمراحل زمانیة نفهم من خلال نوافذ أبیاتها من صدورها أو أعجازها الظرف العصیب الذی تعیشه الأمة فی بلد الناظم أو الشاعر، صحیح أن الشاعر یستنهض المخلِّص للأخذ بثارات الإمام الحسین(ع) الذی قُتل مظلوما، ولکن الصحیح أیضا أن الشاعر على لسان الأمة یستنجد بالمخلِّص للظهور والإنتصار للأمة، لأن عملیة الثأر فی المدلول الإسلامی هو إقامة الحق والإنتصاف للمظلوم والأخذ على ید الظالم، فالثأر فی ثقافة المهدی المنتظر هو ملء الأرض قسطاً وعدلاً وهو مطلب الإنسانیة جمعاء.

وفی هذا المقام یقول الشاعر أحمد بن حسن القفطان المتوفى سنة 1293هـ:

فدَیتُکَ عجِّلْ بالظهورِ فإنَّنا *** بذُلٍّ من الأعدا نُقاسی الشَّدائدا

برایات نصرٍ فی جنودٍ تَقَلَّدتْ *** بِشُهبٍ رَمَتْ مهما تطرَّق ماردا

والبیتان من قصیدة فی 48 بیتا بعنوان "الطلول الهوامدُ" من بحر الطویل ومطلعها:

أتسألُ عَنْ مَیّ طُلولاً هوامدا *** ألمْ تَعلَمِ الأطلالُ صُمًّا جلامدا

أو قول الشاعر عبد الله بن علی الوایل المتوفى عام 1300هـ:

یا غائباً حکمَ الزمانُ بِحَجْبِهِ *** عنَّا أفِدنا من لقائکَ عِیدا

عَظُمَ البَلا بَرِحَ الخَفا کُشِفَ الغِطا *** ضاقَ الفَضا مَلَکَ الشَّقیُّ سعیدا

وإلیکَ یا فرَجَ الإله المُشتکى *** فلقَدْ أطَلْنا فی الهوانِ قُعُودا

والأبیات من قصیدة فی 32 بیتا بعنوان "ویکتسی الإسلامُ عزًّا"" من بحر الکامل ومطلعها:

ما بالُ شخصِکَ لمْ یَزَلْ مفقودا *** ناءٍ وتُشْمِتُ مُبغِضاً وَحَسودا

وضمّن الشاعر فی قصیدته فحوى "دعاء الفرج" المشهور الذی یُقرأ للتفریج عن الهم والغم والکربات، جاء فی أوله: (اِلهی عَظُمَ الْبَلاءُ وَبَرِحَ الْخَفاءُ وَانْکَشَفَ الْغِطاءُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ وَضاقَتِ الاْرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماءُ واَنْتَ الْمُسْتَعانُ وَاِلَیْکَ الْمُشْتَکى وَعَلَیْکَ الْمُعَوَّلُ فِى الشِّدَّةِ وَالرَّخاَّءِ ..) مفاتیح الجنان: 131.

فالإنتصار للحق وأخذ الثأر یکون بنشر مبادئ الخیر والمحبة وإشاعة السلام بین الأمم لا التغنی بالدم، کما أن الإنتصار للنبی محمد(ص) ومودة أهل بیته(ع) هو مدعاة لسلوک الطریق القویم الذی فیه رضى الرب وصلاح الناس، وکما یقول الشاعر المصری الشافعی شهاب الدین محمد بن إسماعیل المصری (1210- 1274هـ) من بحر الطویل:

مودَّتُهُم فرضٌ علینا وحُبُّهمْ *** یُقامُ به ما کان من دیننا اعوَجَّا

وناهیک بالسبط الشهیدِ الذی غدا *** لمقتله عرشُ البسیطةِ مُرتجَّا

حسینُ ابنُ بنتِ الهاشمیِّ محمدٍ *** نبیِّ الهدى مَنْ شرَّع العجَّ والشَّجًا

شآبیب الشیب

ولأن المصاب أعظم من أن تتحمله الجبال الرواسی، فإنَّه طالما ضرب بالشیب مثلا على عظم المصاب الذی حلّ بالفرد أو المجتمع، فصار الولدان من عصره شیبا والشباب شیوخا، مع أن الشیب دلالة على الخیر کما فی الأمثال (الشیب شعلة تشع منها لآلئ الحکمة) کتاب الحکمة العربیة للعاملی: 161، فالشیب بصورة عامة دال على الحکمة والوقار، وفی ذلک قال الخلیفة العباسی أبو المظفر المستنجد بالله یوسف بن محمد المقتفی (512- 566هـ) من بحر الخفیف کما جاء فی سیر أعلام النبلاء: 20/413:

عیَّرَتنی بالشیب وهْوَ وَقَارُ *** لیتها عیَّرَت بما هُوَ عَارُ

إن تکن شابت الذَّوائبَ منِّی *** فاللیالی تزیُّنها الأقمارُ

وقد أبدع الأدیب العراقی الحاج محمد حسن الشیخ علی الکتبی (1912- 1978م) فی کتابه "الشیبُ والشباب فی الأدب العربی" الصادر عام 1972م فی تناول الشیب والشباب فی القرآن والسنة والأدب العربی، حیث وضعنا فی جو الشیب والمشیب فی صورها المختلفة، ولعل أبلغ الصور کما جاء فی قصائد الشعراء فی دیوان القرن الثالث عشر الهجری للعلامة الکرباسی هی صور المأساة والمعاناة وتقلب الزمان وغدر اللئام، وفی ذلک یقول الشاعر هاشم بن حردان الکعبی المتوفى عام 1231هـ فی رثاء الإمام الحسین(ع):

فکمْ للقلب من وَجدٍ وحُزنٍ *** وکَمْ للطرَّف من دمعٍ سکوبِ

ونفسٌ حشوُ أحشاها همومٌ *** یَشیبُ لها الفتى قبلَ المشیبِ

والبیتان من قصیدة فی 55 بیتا من بحر الوافر بعنوان "خطیب بالأسنَّة والمواضی" ومطلعها:

أهاجَ حشاکَ للشادی الطروبِ *** قریرِ العینِ فی الغُصنِ الرَّطیبِ

وإذا کان الفتى یشیب من هول المصاب، فإن بعض المصاب یشیب منه الطفل، وهذا ما یصوره لنا الشاعر عبد الله بن علی الوایل المتوفى عام 1300هـ وهو یحاکی مشهد مجیء جواد الإمام الحسین(ع) إلى النساء والأطفال خالٍ من فارسه:

ولَمْ أنسَ الفواطمَ مُذْ أُبینَتْ *** منَ الفسطاط والهةَ القلوبِ

عشیَّةَ جاءهُنَّ المُهرُ ینعى *** إلیها خیرَ مفقودٍ حبیبِ

فأمَّتْ نحوهُ فرأیْنَ خَطْباً *** لرأسِ الطفلِ یقضی بالمشیبِ

والأبیات من قصیدة فی 104 أبیات من بحر الوافر بعنوان "أغثنا بالقیام" ومطلعها:

إلامَ تُطیلُ فی هبةِ الوُثُوبِ *** بغابکَ مُستجنًّا فی المغیبِ

تقلبات الدهر

لیس من الحکمة أن یثق المرء بالزمان فهو متقلب مع تقلب الوقائع والحوادث، فالحکمة أن یقف المرء على الحیاة ومفرداتها وإنسانها، لأن: "العالم بزمانه لا تهجم علیه اللوابس" کما یقول الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع)، تحف العقول: 356، ثم أن مَنْ نام عن الدنیا ومقالبها لم تنم علیه، فالأیام دول، ولیس من واجه الحیاة کمن تقمص النعامة فی دسّها لرأسها فی التراب.

فالدنیا هی الدنیا ولکن الرجال یختلفون من زمان ومکان وهم محط الغدر أو الوفاء، وحینما نرمی الزمان أو الدهر بالغدر فإنما هو من باب: (وَاسْأَلْ الْقَرْیَةَ الَّتِی کُنَّا فِیهَا وَالْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنَا فِیهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) سورة یوسف: 82، أو: (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْیَةِ الَّتِی کَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ) سورة الأعراف:163، فالحق ورجاله یتمثلون فی کل زمان ومکان وکذا الأمر مع الباطل ورجاله، یبقى الصواب فی معرفة الحق والباطل وتجنب الوقوع فی الشبهات حتى نتبین الخیط الأبیض من الخیط الأسود من الحقیقة، وقد کانت واقعة کربلاء عام 61هـ وما حلَّ بإمام البشریة الحسین بن علی(ع) أظهر الصور فی تقلبات الدهر، من هنا یقول الشاعر أحمد بن محمد العطار المتوفى عام 1215هـ من بحر البسیط فی ذمِّ الزمان والتحذیر من الحیاة الفانیة وهو یتعرض لواقعة کربلاء:

لا تأمَنِ الدَّهرَ إنَّ الغدْرَ شیمتُهُ *** وخَفْضَ قدْرِ أولی العَلْیاءِ هِمَّتُهُ

ولأن المصائب تأتی دون استئذان، فإن الشاعر والکاتب العباسی أبو عثمان سعید بن حُمید الکاتب البغدادی المتوفى سنة 250هـ یقول من مجزوء الکامل مؤکدا على الصبر، لأن الصبر خاتمته الفلاح:

لا تعتبنَّ على النوائبْ *** فالدهر یُرغم کل عاتبْ

واصبرْ على حَدَثانه *** إنَّ الأسودَ لها عواقبْ

کَمْ نعمةٍ مطویَّةٍ *** لکَ بین أثناء النَّوائبْ

ومسرَّة قد أقبلتْ *** من حیث تنتظرُ المصائبْ

(شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید: 1/320)

وحیث لا یوم کیوم الحسین(ع) فی کربلاء حیث قتل مذبوحا بین أبنائه وإخوانه وأبناء عمومته وأصحابه المجدَّلین على الأرض، ونساء الرسول(ص) تعرَّضن للسبی بأیدی دعاة الإسلام، فإن الشاعر مهدی محمد بن الحسن القزوینی المتوفى سنة 1300هـ لا یرى بُداً من القول من الطویل:

مُصابٌ یُعید الحزنَ غَضًّا کما بدَا *** قضى أن یکونَ النَّوْحُ للناسِ سَرْمَدَا

وما أنتجَتْ أُمُّ الرزایا بفادحٍ *** بمثل الذی فی کربلا قد تَوَلَّدَا

فالمصاب عنده متجدد، ولم یقفز على دائرة الصواب فیما أنشأ وأنشد، لأن حلبة الصراع بین جنود الخیر والشر لازالت قائمة، وتدور ما دارت الأفلاک.

خیر الزاد

من میزات أجزاء دائرة المعارف الحسینیة ذات القیمة المعرفیة هی مجموعة الفهارس المتنوعة التی تختلف عدد أبوابها وعناوینها حسب نوعیة الباب الذی یبحث فیه الجزء من أدب أو تاریخ أو عمارة أو سیرة وغیر ذلک، والدکتور الکرباسی فی الفهارس المختلفة إنما یؤسس لمنهاج معرفی یسهل للباحث والقارئ على حد سواء عملیة الوقوف على المعلومة المطلوبة، لأن الفهارس فی واقعها معاجم فی أکثر من ثلاثین بابا.

وضم الجزء الثانی من دیوان القرن الثالث عشر الهجری العشرات من الشعراء الذین نظموا فی النهضة الحسینیة وهم على التوالی مع سنوات وفیاتهم:

إبراهیم یحیى الطیبی (1214هـ) (لبنان)، أحمد حسن الدمستانی (1240هـ) (البحرین)، أحمد حسن القفطان (1293هـ) (العراق)، أحمد صادق الفحام (1274هـ) (العراق)، أحمد کاظم الرشتی (1295هـ) (العراق)، أحمد محمد الصفار (ق 13هـ) (العراق)، أحمد محمد العطار (1215هـ) (العراق)، جعفر مهدی القزوینی (1298هـ) (العراق)، حسین الحاج نجف (1251هـ) (العراق)، حسین محمد آل عصفور (1216هـ) (البحرین)، حمّادی مهدی الکواز (1283هـ) (العراق)، سالم محمد علی الطریحی (1293هـ) (العراق)، سلیمان (الکبیر) بن داود المزیدی (1211هـ) (العراق)، شریف فلاح الکاظمی (1220هـ) (العراق)، صالح مهدی الکواز (1290هـ) (العراق)، عبد الباقی سلیمان العمری (1278هـ) (العراق)، عبد الحسین أحمد شکر (1285هـ) (العراق)، عبد الحسین محمد علی الأعسم (1247هـ) (العراق)، عبد الرحمن عبد الله الآلوسی (1284هـ) (العراق)، عبد الله بن علی الوایل (1300هـ) (المنطقة الشرقیة)، علی بن أبی الحسن الرضا ( قبل1297هـ) (العراق)، قاسم محمد علی الهر (1276هـ) (العراق)، لطف الله علی الجدحفصی (1201هـ) (البحرین)، محمد (شهاب الدین) بن إسماعیل المصری (1274هـ) (مصر)، محمد إدریس مطر الحلی (1247هـ) (العراق)، محمد بن مال الله (إبن معصوم) القطیفی (1269هـ) (المنطقة الشرقیة)، محمد علی بن محمد آل کمونه (1282هـ) (العراق)، مهدی داود الحلی (1289هـ) (العراق)، مهدی محمد بن الحسن القزوینی (1300هـ) (العراق)، مهدی مرتضى بحر العلوم (1212هـ) (العراق)، موسى جعفر الطالقانی (1298هـ) (العراق)، موسى شریف محیی الدین (1281هـ) (العراق)، وهاشم حردان الکعبی (1231هـ) (إیران).

ومن مجموع 66 قصیدة ومقطوعة وبیت من قافیة الباء حتى الدال استأثر الشاعر الجزیری عبد الله بن علی الوایل- المولود فی مدینة الهفوف بالأحساء والمتوفی فی مدینة سیهات بالقطیف- بالعدد الأکبر حیث له 8 قصائد، یلیه الشاعر العراقی عبد الحسین بن محمد علی الأعسم المتوفى فی النجف الأشرف وله 6 قصائد، ویلیهما الشاعران محمد بن مال الله (ابن معصوم) القطیفی المتوفى فی کربلاء المقدسة والشاعر محمد علی بن محمد آل کمونة المتوفى فی کربلاء المقدسة ولکل منهما 4 قصائد.

فی الواقع أن القصائد وإن قیلت فی القرن التاسع عشر المیلادی لکنها حیّة بمضامینها المتجددة فی کل عصر ومصر، ولذلک فإن رئیس دائرة اللغة العربیة وآدابها فی کلیة الآداب بجامعة القدس فی مدینة القدس الشریف الدکتور مشهور عبد الرحمن الحبازی الذی قدّم قراءة أدبیة لهذا الدیوان، یرى بضرورة الإهتمام بسیرة الأحرار وعظماء الأمة: (وتقدیمها للنشء العربی والإسلامی، وبخاصة فی هذه الأیام العصیبة التی یعیشها العرب والمسلمون حیث تتکالب علیهم الأمم)، ومن هؤلاء العظماء: (سیرة الإمام الشهید الحسین بن علی بن أبی طالب رضی الله عنه وعن أبیه) وهی: (سیرة وثیقة الصلة بسیرة رسولنا الکریم محمد بن عبد الله صلى الله علیه –وآله- وسلم)، وهذه السیرة کما یؤکد الدکتور الحبازی: (جدیرة بأن تُدوَّن کل لحظة من لحظاتها لتقدّم إلى الجیل الناشئ هذه الأیام، فتکون خیر زاد ومورد یرده ویتزوده منه بما یعینه على أن یعیش الحیاة التی عاشها الحسین، رضی الله عنه، حیاة الإیمان والثبات والدعوة بالتی هی أحسن إلى الصراط المستقیم).

ویعتقد الجامعی الفلسطینی الدکتور مشهور الحبازی أن الموسوعة الحسینیة التی: (یتولى کتابتها وتدوینها الدکتور العلامة الشیخ محمد صادق الکرباسی المتعمق فی مناحی المعرفة والعلوم والفنون التی أبدعها الحسین بن علی رضی الله عنه ... قدّمت للباحث والکتاب وطلبة العلوم مادّة علمیة أکادیمیة دقیقة ومحقَّقة).

ولا مشاحة أن هذا الدیوان یأتی کجزء من إفرازات النهضة الحسینیة فی جانبها الأدبی الذی ینشد تذوق الأدب الرفیع والتأدب بأخلاق أرباب الإصلاح الداعین إلى القیم الفطریة والمثل الإنسانیة.