الغدرُ شيمة الجَبان (*)
الغدر شيمة الجبان المارقِ |
والجُبْنُ ينسف الحِجى كالصاعقِ |
خوفي على مناهج الفكر التي |
زاغتْ عن الهدى بليلٍ ماحِقِ |
مُذْ أنْ مضى الرسول من هذي الدنا |
جارَتْ فصيلة حَمَتْ بالفاسِقِ |
كانت بنو أميّةٍ في رأسها |
تعدو لظُلْمِ آله كالشَّابقِ (1) |
لم يألُ إبْنُ هنْدهِمْ جُهْداً لقتْـ |
ـلِ المُجتبى علا صياح الناعقِ |
فالسِّبْط كان مُصلحاً بيْنَ الوَرَى |
في حَقْنِ دَمِّ مَنْ دَعَا بالخَالقِ |
لكنّما العِدا طغت في طَعْنِهِ |
غالتْهُ بالسُّمومِ مِثل الخارقِ |
ذي جُعدةٌ وأهلها فيهم بَدَا |
خُبْثٌ على ضغينةٍ في السابقِ |
يسري إلى ذويهم إجرامهمْ |
إذْ هدّموا مراقداً كالشاهقِ |
رَمْزِ أبي محمدٍ أو باقرٍ |
زِينِ العِبادِ والإمامِ الصَّادقِ |
نحنُ الأُلى مصابنا لا ينتهي |
ما دام ظُلمهم سرى في الخافقِ (2) |
صبراً على جحود مَنْ قَدْ أجْرَمُوا |
حتَّى ظهورِ مُخْزِ حكْمِ المَارِقِ |
..................................................
(*)من مجزوء الركوب الذي وزنه: «مستفعلن مفاعلن مستفعلن × 2»، قالها في رثاء الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في لندن بتاريخ 2 /1426/7 هـ.
(2)الشابق: من اشتدت شهوته الفاسدة.
(3)الخافق: واحدُ الخافقين: المشرّقُ والمغرب، أو أطراف السماء والأرض.